مواقف 2007-12-06

المصدر : جريدة الأهرام المصرية
عمود مواقف للكاتب أنيس منصور

لا أظن أن الأستاذ عزت السعدني قد قرأ قصص الفيلسوف الانجليزي برتراند رسل التي نشرها في كتابة‏(‏ الشيطان يسكن الضواحي‏).‏ وكنت أتمني أيضا لو أنه قرأ مسرحية‏(‏ غواية الشيطان‏)‏ للأديب الايطالي بابيني‏..‏ وإلا لكان طلب لإبليس الرحمة والمغفرة‏.‏ فإبليس قد تعذب كثيرا بسبب عصيانه لله‏.‏

ولكنه يطمع في رحمة ربنا التي لا تضيق عن أي أحد من مخلوقاته‏.‏ وهذه المسرحية البديعة قد هاجمها الفاتيكان‏.‏ والأستاذ السعدني يقول انه قابل الشيطان وسأله عن غوايته لبني آدم‏.‏ وفي نفس الوقت وجد للشيطان ألف عذر‏,‏ فنحن السبب في انه انحشر بيننا‏.‏

وكتاب الاستاذ عزت السعدني عنوانه‏(‏ الشيطان يسكن المدينة‏)..‏ والكتاب يضم روبرتاجات حاول أن يجعلها قصصا‏.‏ وقصصا حاول أن يجعلها تحقيقات صحفية‏..‏ فالصحفي السعدني لم يطق السعدني الأديب‏,‏ والأديب لم يطق الصحفي‏..‏

ولكن الأديب الصحفي عزت السعدني‏.‏ قد أمتعنا في المحاولتين‏..‏ فهو يميل الي الصحافة‏.‏ ثم يعود يميل الي الأدب‏.‏ وأعتقد أنه أرضي الاثنين‏.‏ ولذلك فكتابه محسوب كسبا للصحافة ومحسوب خسارة علي الادب‏.‏ ولكن براعته في الكتابة وخفة الدم ونفسه الطويل جعلنا نتساءل ان كان عنوان الكتاب صحيحا‏.‏ فهل الشيطان يسكن المدينة أو هو يسكن عزت السعدني بصفة خاصة‏..‏

والاجابة علي هذا السؤال‏:‏ ان الشيطان مادام مرادفا للشر فهو يسكن كل واحد منا‏:‏ القاريء والكاتب والناشر‏(‏ نهضة مصر‏)..‏